..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

أبيض وأسود

عمار النوري

١٣ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3192

أبيض وأسود
0.jpg

شـــــارك المادة

قالوا لنا أن الألوان مجموعة كلها فيما نراه أبيضا ناصعا إذ يعكسها جميعها بكل درجاتها...
وقالوا لنا أن الأسود يمتص الألوان جميعا بكل درجاتها كذلك... وبينهما عدد غير محدود من الألوان والأطياف والدرجات، تميز العين البشرية منها ما يقارب العشرة ملايين – سبحان الخالق المبدع.
لست بصدد بحث علمي ههنا، ولست بأهل له على كل حال، إنما استخدمت هذه المقدمة تمهيدا لكلمات خالجت فؤادي وعصفت بذهني.

 


فكما أن هنالك أبيضا وأسودا في بصرنا، هنالك أبيض وأسود كذلك في بصيرتنا وإن أنكرها من أنكر.
وسأتناول هنا بعضا من آثار هذين الأبيضين أو الأسودين، من منظور البصيرة وفهمي لها، غير متطرق لملايين الأطياف الأخرى تاركا إياها لذوي الاختصاص واجتهادات المجتهدين.
أبتدئ بتعريفين اثنين أبني عليهما ما أكتب، وهذان التعريفان هما من منظوري وحسب فهمي الخاص:
• الأبيض من منظور البصيرة، هو كل أمر ظاهر واضح وجلي كعين الشمس.
وأشبهه بالأبيض الذي يعكس كل لون بنقائه دون شائبة تشوبه. تندرج تحته أمور يتفق عليها جميع السوريين.
• والأسود من منظور البصيرة، هو كل أمر موجود ولكنه خفي غير ظاهر.
وأشبهه بالأسود الذي يمتص كل الألوان فلا يظهرها بل يخفيها رغم حقيقة وجودها.  تتدرج تحته أمور يختلف فيها السوريون.
الأبيض البصيري من الأمور التي تندرج تحت مفهوم "الأبيض البصيري".

وأدرجها ههنا حسبما تخطر ببالي دون ترتيب معين من حيث الأهمية أو غير ذلك:
1. بشار الأسد مجرم وكذلك زبانيته ومن والاه وأيده وآزره.
2. لا مكان للمجرم وزبانيته في سورية الحرة القادمة بإذن الله.
3. سورية للسوريين، حاول هدمها مجرم باغ، وستبني سواعد السوريين ما هدم منها.
4. سورية وحدة واحدة لا نقبل تقسيمها.
5. عدم وجود نية أممية لإنهاء آلة القتل الأسدية طالما لا تعتدي على مصالحهم الإقليمية.
فهذه بعض النقاط المتفق عليها ولا أظن أن يختلف عليها حرّان. الأسود البصيري.
وأما ما يندرج تحت مفهوم "الأسود البصيري"، فلم أجد إلا أمرا واحدا مختلفا عليه:
هل تكون سورية المستقبل مدنية أم إسلامية أم علمانية، بغض النظر عن تعريف كل منها، وما لكل تعريف من تبعات؟
يقول الله تعالى في محكم آياته: ...وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ...
هي نعمة الله علينا أن جعلنا إخوانا! فهل من الحكمة أن نعود إلى حفرة النار التي أنقذنا الله منها؟
أناشد كل الأحرار، أناشد أحبابنا في الشام، يا شاميين يا أحرار، يا جبهة النصرة، يا جيش الحر، يا هيئة الائتلاف، يا تنسيقيين، يا إخوان مسلمين، يا سلفيين، يا جهاديين، يا ثورجيين، يا قوميين، يا كل حزب وفرقة سياسية أو عسكرية أو مدنية.... أليس عدونا واحد؟
ألسنا متفقين على خلع طاغية الشام وزبانيته؟
فلم الاختلاف على منهجية هدفنا الأوحد؟
ألسنا بشرا لكل منا رأيه الخاص؟
ألم تقتض حكمته تعالى أن لا يوحِّد رأينا كما اقتضت أن لا يسوّي بناننا؟
فلا يضير بشريتنا أنْ لكل منا بنان خاص مميز، كما لا يضيرها أنْ لكل منا رأي خاص مميز.
فليس عيبا أن يكون لكل منا أسلوبه طالما توحدت الرؤية واستقر اتجاه البوصلة، ولكن العيب – بل الإجرام - أن نتفرق ونتشرذم ونصير دمى في أيادي أعدائنا يتفرجون علينا ونحن نتقاتل ونتفارق.
الله الله يا إخوتي، الله الله أناشدكم أن أفيقوا.
أضم صوتي لصوت الأخ منذر السيد محمود في مقالته: "رسالة مفتوحة إلى مجاهدي جبهة النصرة (عقب إعلان "البغدادي" ورد "الجولاني)" علّ أصواتنا تلاقي حيزا لدى مسامع إخواننا المجاهدين.
وأذكر إخوتي بأن الله تعالى وصف المنافقين بقوله: "... يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم..."
فهلّا نبذنا الفتنة ولا نكن من المنافقين، وهلّا أطفأنا نار الحرب فيما بيننا قبل أن يطفئها الله لنا فلا نتشبه بأحفاد القردة والخنازير الذين قال تعالى فيهم: "... كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله... "!!!

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع