..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

باراك عندما يتحدث عن اختفاء سورية

القدس العربي

١١ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6159

باراك عندما يتحدث عن اختفاء سورية
باراك1.jpg

شـــــارك المادة

عندما يتوقع أيهود باراك وزير الأمن الإسرائيلي تفكك سورية وحسم موضوع الملف النووي الإيراني في الأشهر القليلة المقبلة، فهذا يعني أن احتمالات الحرب باتت اكبر من احتمالات السلام.
سورية لا تتفكك، بل تتآكل أيضا، تتآكل كدولة وكيان، وتتحول إلى جزر صغيرة تتبع هذا الفصيل أو ذاك في ظل انحسار نفوذ الحكومة المركزية في العاصمة دمشق وبعض المدن الأخرى.

 

 

الأحاديث عن الحلول السياسية تخفت حدتها يوما بعد يوم وسط أنباء عن تكثيف عمليات التسليح للنظام والمعارضة المسلحة في الوقت نفسه، روسيا تسلح النظام والدول الخليجية تسلح المعارضة بأسلحة نوعية، مما يعني أن الحسم العسكري بات هو الحل المتفق عليه بين طرفي الصراع، أو بالأحرى أطرافه جميعا.
الارتباك والتردد هما السمة التي تحكم تصرفات ما يسمى بالمجتمع الدولي، ولا ننسى بان هذه السمة تنطبق أيضا على جامعة الدول العربية، بل وحتى الائتلاف الوطني السوري الذي عجز، ورغم جهود عديدة، عن تشكيل حكومة مؤقتة تلبي مطالب الجامعة وشروطها لاحتلال مقعد سورية في القمة العربية المقبلة في الدوحة.
الموضوع الحيوي الذي يحاول معظم المتورطين في الملف السوري الحديث عنه هو مستقبل سورية، وهوية النظام الذي يحكمها وحدوده الجغرافية والأراضي الخاضعة لسيطرته، وما إذا سيكون النظام الوحيد أم أن جيرانا آخرين سوريين أيضا سيشاركونه في حكم مناطق أخرى؟
الحاضر واضح للعيان، جيش سوري حر يقول وزير العدل الأمريكي الزائر للمنطقة أن غالبية عناصره تتبنى إيديولوجية تنظيم القاعدة، وجماعات جهادية متعددة تسيطر على جيوب في الشمال الشرقي وأخرى في الشمال الغربي، ونظام يتغول في القتل والقصف بالصواريخ للمناطق الخارجة عن سيطرته.
المشهد السوري يبدو ملطخا ببقع الدماء وجثث ضحايا المجازر، وارتفاع غير عادي لإعداد القتلى والجرحى، فهناك من يقول أن هناك سبعين ألف شهيد، وهناك من يقدر الرقم بتسعين ألفا، لكن الرقم المتفق عليه هو حول عدد اللاجئين الذي وصل إلى مليون لاجئ في دول الجوار، ومن المتوقع أن يصل إلى ثلاثة ملايين مع انتهاء العام الحالي.
هجمة التسليح الحالية للمعارضة المسلحة من قبل دول الخليج تريد كسر معادلة الجمود الحالية وإجبار النظام على الجلوس إلى طاولة المفاوضات مع خصومه للتفاوض على رحيله، ولكن النظام، ومثلما تشير كل الدلائل على الأرض، مصمم على البقاء، ومواصلة القتال مدعوما بدولة عظمى هي روسيا، ودولة إقليمية كبرى هي إيران، وميليشيا مسلحة خبرت الحروب جيدا هي حزب الله.
المنطقة كلها مهددة بالتفتيت، التفتيت الجغرافي، والتفتيت المذهبي الطائفي، والشيء الوحيد المؤكد أن لا دولة محصنة، أو معصومة.

 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع