..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

حرب الخبز

حسان الحموي

١١ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3506

حرب الخبز
1 حرب الخبز.jpg

شـــــارك المادة

هل يستطيع الأسد استرجاع ملكه بالخبز؟
بعد أن فقد الأسد وعصاباته القضاء على ثورة الكرامة والحرية والعدالة والديمقراطية بالسلاح، ها هو اليوم يلجأ إلى حرب الخبز، من خلال قصف المخابز في المناطق المحررة وقتل الجياع الذي يقفون ينتظرون لقمة العيش التي تجود بها الأيادي التي مازال فيها رمق عيش؛ ولم تصلها آلة الفتك الأسدية بعد.


من بديهيات السياسة أن شرعية أي حاكم تأتي من خلال تأمين أساسيات العيش الكريم للشعب، وأساسيات العيش الكريم على رأسها تأمين رغيف الخبز و الأمن.
لكن في سورية فإن شرعية النظام تأتي من خلال حرمان الشعب من هذه الأساسيات وهو منذ بداية الثورة، كان يلجأ إلى حرمان المصابين من العلاج في المشافي العامة نتيجة الإصابات التي يتعرضون لها خلال المظاهرات، ومن ثم بدأ بمسلسل حرمان المناطق الثائرة من مقومات العيش الكريم بدءا من الكهرباء والماء والمازوت والبنزين وليس انتهاء في رغيف الخبز.
وهو بذات الوقت يمن عليهم بنعمة الاستشهاد لأنه بات يعلم أن عيشهم اليوم لم يعد كريما، لذلك يمنحهم الموت الكريم من خلال الشهادة التي سوف يكرمون بها من لدن رب هذا الطاغية.
و المفارقة أن الطاغية بات يشترك في منح هذه الشهادة مع جهات تدعي أنها حريصة على حياة الشعب السوري ، فأكثر من يعاني من أزمة الخبز اليوم هي المناطق المحررة والتي لها حدود على الدول التي مازالت تدعي أنها تتعاطف وتساند الثورة بكل ما أوتيت من قوة، وهي تدعي الحكم الرشيد وتتبنى البعد الأخلاقي في سياستها .
فما سبب حظر مادتي الطحين والمازوت عن أكبر تجمع بشري في البلاد؟
وما المانع الرئيسي الذي يعوق تأمين طرق الإمداد الرئيسية بين صوامع الحبوب والمدن المحررة؟
ولماذا لم يكن في حسبان تلك الدول أو الائتلاف الوطني السوري أو الكتائب المقاتلة أن هذا الطاغية لا يوجد لديه خطوط حمراء في التعامل مع الشعب الثائر؟
وهل غاب عنهم أن أولى أولويات الأسد وعصابته هو إخضاع الشعب بأي وسيلة كانت حتى وصلت إلى رغيف الخبز؟....
فالمدينة لا يفصلها عن حدود أكثر دولة تدعي أنها مع الثورة سوى بضعة كيلومترات، وهي تعلم أن حدودها تحت سيطرة الثوار.
والثوار صرحوا أكثر من مرة أن الطريق حتى حلب خالية من قوات الأسد، ولا تحتاج سوى إلى حماية جوية من طيران عصابات الأسد الغاشمة.
فما الذي يمنع المجتمع الدولي من تسيير قوافل الدقيق لإنقاذ حلب؟ يسأل أحدهم....
و هل علينا أن نبقى نتفرج والناس تأكل الخبز اليابس أو تموت من الجوع؟ يسأل آخر.....
بالأمس كان اجتماع رئيس الائتلاف معاذ الخطيب مع الدول الأوربية والتي وعدته بالدعم المالي والإغاثي وللأسف أجلت حتى الوعد بالدعم العسكري !!!!....
فأين هي وعود المساعدات والأموال التي أعلنت عنها الحكومات الأوربية؟ يسأل ثالث....
أم أن هذه الدول اكتفت باعتراف بعضها بالائتلاف كممثل شرعي للشعب السوري !!!.
وأين هي خطة الائتلاف الوطني السوري التي ما فتئوا يتفاخرون بها قبل تقديم مشروعهم لاستلاب الشرعية من المجلس الوطني؟ !..
فهل ننتظر حتى تكتمل البنية الهيكلية للائتلاف ومكاتبه وتشكيل الحكومة المؤقتة حتى يبدأ الائتلاف بالمطالبة بوضع الخطط الإغاثية؟!!!.
فالذي يريد تحمل المسؤولية عليه أن يقدم شيئا ما في هذه المحنه، وإلا فالأشرف له أن ينسحب، لأننا لم نعد نحتمل معارضة كرتونية، ولا نريد توزيع مناصب جهوية أو حزبية أو قبلية بالمجان ، و لم نعد نحتمل الخيانات، فمن أراد أن يعمل بإخلاص فليتقدم وإلا فنحن أول من يتصدى له قبل غيره.
إن الحسنة الوحيدة في أزمة رغيف الخبز هذه؛ أنها وحدت الشعب السوري فكلهم أصبحوا جياعا ورغيف الخبز كفيل بأن يلم شملهم اليوم....
بالأمس نهض العالم مرتعبا وهو يضع خطا أحمر لاستخدام الكيماوي ضد الشعب السوري، وهدد باستخدام القوة إن لجأ الأسد وعصابته إلى استخدامها.
لأنه يريد للشعب أن يموت جوعا أو أن يعيش ذليلا تحت نير طاغية العصر.
وخطه الأحمر هذا قابل للإزاحة كما فعل سابقة عندما قال أن حماة خطا أحمر حتى أصبح اليوم اسطنبول خط أحمر.
وهو يستخدم خطوطه فقط لحاجة أخلاقية تمسه أما مجتمعه الداخلي، و يدرك أن خطوطه الحمر لن تصنع نصرا ولن تمنع قدرا، ولن تثني إرادة شعب.
فالشعب السوري رغما عنهم أراد الحياة، وعلى الليل أن ينجلي، وعلى القيد أن ينكسر، مهما طالت المعاناة، ومهما بلغ التآمر.
وهو يصنع خبزه بدماء أبنائه، فثورته هي ثورة الدم والخبز، ولن يذل شعب يعجن طحينة بدمائه كي يطعم أطفاله خبز الحرية.
ولن يستطيع الأسد استرجاع ما فقده من سلطانه من خلال رغيف الخبز هذا.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع