..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

ستعبر الثورة مشاريع الآخرين

عقاب يحيى

١٣ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2802

 ستعبر الثورة مشاريع الآخرين
1النظام الايراني يثبت السوري.jpg

شـــــارك المادة

ليس خوفاً على الثورة حين ننقد بعض المظاهر والجوانب والمارسات.. لكنه الحرص على جوهرها..

الثورة حالة انبثاق من عمق الفتراكم، والتوق . تعبير عن عقود القهر، وخزين القمع، والإذلال . هي العشق المؤبد للحرية الذي امتاز السوري به عبر الأزمنة، وهي الطريق لإنسانية البشر، وتحقيق ذاتهم، والحلم في أن تكون بلادنا مثل بقية بلدان العالم.. تحترم المواطن، وتقيم العدل والمساواة، وتحفّز البشر على العمل بقوة الانتماء والفخر بوطن يحتضن أبناءه ولا يكون نابذاً لهم في دنيا الاغتراب والهجرة.. واللجوء ..

 

ـ الثورة ليست جمعاً عددياً، أو طرحاً وتقسيما.. إنها حالة مجتمعية لا يمكن لأحد أن يضعها في كيسه الخاص، ولا في حساب بنكي له، أو لغيره، ولا أن يقسرها، أو يلوي عنقها..

ـ وهي أيضاً أكبر من الشَخصنة. من هذه القامة ـ مهما كبرت ـ ومن تلك الظاهرة ـ مهما استفحلت.

ـ هي ـ كما كتبت مراراً ـ ليست فئوية، ولا خاصة بجهة دون غيرها، لا طائفياً، ولا دينياً، ولا قومياً لأنها ثورة شعب يضع الوحدة الوطنية في بؤبؤ العين، ووحدة الكيان والجغرافيا في أول الأولويات ..

ـ هناك من يحكي عن التقسيم والتفتيت.. وعن مخططات وخرائط لهذه الجهة الخارجية، أو بعض الفئات الطائفية.. ويحاول إقناعك بأن الأمر قادم لا محالة.. وأن الطائفة العلوية ـ عندما تحاصر ـ ستلجأ إلى إنشاء دويلة لها تهلل لها الصهيونية، وتدعمها إيران.. بل وربما روسيا.. ولمَ لا أمريكا العاشقة للديولات المجهرية.. ومن خلفها صهيونية لا تخفي عشقها وعملها منذذ سنوات مديدة كي تفتت المجتمعات العربية على أسس مذهبية وقومية وإثنية وغيرها.. وأنها تضع تلك المخططات موضع التنفيذ ...

 

الآخر لديه مشاريعه، ومخططاته.. والطبيعي أن يعمل لتحقيقها، والصهيونية، شاء دعاة المصالحة وتغطيس الرأس في الرمال أم ابوا ـ عدو مفروض علينا، والصراع معها لن يتوقف إلا بدحر أحد طرفيه، بالمنحى التاريخي.. حين تملك الأمة مقومات النصر، وحين تضع ذلك المشروع في حيزه الطبيعي، وتبتلعه كما باتلعت غيره في مساراتها التاريخية .

ـ غيران الفارسية، وغيران البعد الإمبراطوري الحالم بإعادة الأمجاد الغابرة.. تملك بدورها مشروعها، ومساحة امتداده وتأثيره : الوطن العربي وبعض الدول الإسلامية في آسيا.. لكن عمقه هو المنطقة العربية.

ـ من حق إيران، كما كل دولة في العالم أن يكون لها مشروعها : الكبير أو العادي، ومن طبيعة الأشياء أن تعمل على تحقيقه بما تراه من وسائل ..

ـ مصيبة المشروع الإيراني، أو ازدواجيته أن يركب على حالة دينية للتصدير والاختراق، وهي حالة دينية خاصة : مذهبية، خردقت جوهره، وجعلت ذلك المشروع أشبه بفيروسات الجرثمة في الوضع العربي، فكانت المذهبية، والتوترات الطائفية نتاجاً له. حتى حالة المقاومة ضد إسرائيل، وتلك الشهرة الكبيرة التي أحرزها حزب الله، وسيده : نصر الله.. وسط الانهيار للنظام العربي الرسمي، وذله، وانبطاحه.. أظهرت التطورات أنها حالة طائفية منحازة بامتياز، وان الطائفية، ومهما تقدمت في ميادين المقاومة، ومهما ارتدت من لبوس وطنية ستصطدم بحاملها، وستتحول إلى ظاهرة مرضية.. وقد كشفت الثورة السورية هذا البعد، وعرّته حين لم يستطع حزب الله أن يكون أكثر من حالة زواريبية طائفية تصطفّ بكل هزال مع النظام المجرم، وترسل المقاتلين ضد الثوار والشعب السوريين ..

ـ إيران التي تعتبر الطغمة بؤبؤ العين.. اسقطت كل ما في جعبتها الشعارية بالضربة السورية القاضية.. فظهرت أبعادها المذهبية ـ القومية بأوقح تجلياتها.. في مختلف أشكال الدعم التي تقدمها للمجرمين القتلة، بما في ذلك إرسال المقاتلينن والسلاح، والدعم اللوجستي والاستخباراتي وغيره .

 

إيران، ومعها نظام الطغمة الفئوي، وعديد القوى الفئوية.. دفعوا بالصراع المذهبي لوضعه بديلاً وغطاء منذ سنوات، اي قبل الثورة السورية بزمن.. واليوم يكشف نظام الطغمة أغطيته الفئوية كلها، وتحالفاته الحقيقية، وحماته.. كواحد من الطغم الخطيرة التي لا تتورع حتى عن تقسيم البلاد، إن حوصرتن وضاق المكان عليها..

لكن الشعب السوري الذي يقدم الدم غالياً لن يقبل أبداً بنزع شبر من وطنه العزيز سورية، بجغرافيته الكاملة، ولن تقبل الثورة بأي تعقسيم مهما كانت القوىى التي تقف خلفه، وستنجح الثورة في دحر تلك المشاريع ونحرها..لأنها ثورة الوطن السوري بكل فئاته الدينية والقومية والمذهبية والاجتماعية، بما في ذلك الكتلة الرئيسة من الطائفة العلوية، وبقية المذاهب الأخرى.. التي وإن تأخرت، أو أحجمت عن الإسهام الكبير في الثورة، أو شارك الكثير منها في عمليات القتل ضمن تجييش الطغمة، فإن الثورة هي الحامل الكبير لوطن واحد ستحرص على أن يظل موحداً مهما كانت التضحيات..

ـ بقي القول أن الأمة التي تفتقر إلى مشروع خاص بها ستفتح الأبواب لغيرها كي تملأ الفراغ.. ولهذا فثورات الربيع العربي، ومهما كانت الأثقال المرحلية التي تواجهها عبر المرحلة الانتقالية، وما فيها من تركة ثقيلة، ستكون مطالبة، ومعنية بوضع وصياغة وتجسيد مشروع نهضوي، حداثي، شامل للأمة يضعها على سكة الحياة، والتقدّم، والفعل، ويغلق المنافذ أمام المشاريع الأخرى كي تسود لغة التعامل المتوازنن والمتكافئ بين الدول.

 

المصدر: رابطة أدباء الشام

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع