..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

هل يتسبب الجيش الحر في قتل المدنيين ؟

مهدي الحموي

٢٣ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 8230

هل يتسبب الجيش الحر في قتل المدنيين ؟
1.jpg

شـــــارك المادة

هل يتسبب الجيش الحر في قتل المدنيين ؟
(قتال الجيش الحر في الأحياء والقرى)

هل يجوز القتال هكذا داخل الأحياء في حلب وحمص والرستن..والقرى, حيث يتعرض الأطفال والنساء للقتل؟ وما هو ذنبهم ليقتلوا؟ وقد سألت عن هذا في إحدى القنوات كما تعرضت لنفس السؤال بعد وقبل مجزرة حماه عام1982 والوضع متماثل, وإليكم الجواب على ما يحدث اليوم:

 


1 ـ إن القتل والخراب ودمار الإقتصاد وتعريض حدود ووحدة الوطن للخطر( الذي نفذه وينفذه النظام)  نجم كله بسبب رد غير صحيح  ومبالغ به جداً بل وإجرامي وجماعي على مطالب محقة ومشروعة , وقد تمت المطالب بوسائل حضارية سلمية, وكان الناس ينادون سلميه سلميه وحده وحده وطنية ,,وليس هناك ملامة على المطالبة بالحق, وسأضرب لذالك مثالاً: لو كان لك دين على إنسان وطلبته منه بالحسنى فبادر بقتل  كل أولادك فمن هو الجاني؟ومن هو المجرم؟ ومن هو المتسبب! وهذا ما حث بالثمانينات تماماً حيث كانت سلمية نقابية متحضرةً.
2 ـ إن البادئ هو الأظلم فمن هو البادئ؟,بل من هو الظالم الوحيد؟, وأيّهما الأسبق بالقتال؟؟؟ لقد قتل النظام 5000 متظاهر سلمي ليس لهم ذنب , وبعدها قام المنشقون الشرفاء بالرد الدفاعي بعد أن طفح الكيل وهدرت الدماء ظلماً مدة أربعة أشهر بأيادي الأمن والجيش السوري( والذين كان عليهم حماية الشعب وليس قتله), حينها قام الشرفاء من الجيش الحر بحماية مسلحة للمظاهرات السلمية (التي لم يرفع بها سلاح أبداً) بل وعن بعد فقط .
3 ـ لقد إستمرّت السلطه فترة طويلة بالقتل للمتظاهرين في حلب بالذات حتى تدخّل الجيش السوري الحر لحمايتم الآن ولأول مرّه, فهل تدخّله لحماية المتظاهرين خطأ؟ ثم إستهدفت السلطة الجيش الحر بذاته لأنه يدافع عن المتظاهرين,إنه أشبه بقتل اللص للحارس قبل أن يسرق, فهل الحارس هوالمشكلة والمتسبب؟ وهل الحل بإلغاء الحرّاس؟ وهل كان دفاع الجيش الحر عن نفسه ( في أي حي وقرية) بعد إستهدافه هو بدوره خطأ!إن الجيش الحر قد وفّى بقسمه بحماية الشعب والوطن كفر في الجيش السابق, وهذا دوره الطبيعي اليوم وعليه حماية الناس وحماية نفسه لتبقى هذه الحماية.
4 ـ إن الجيش الحر هو القوة العسكرية الوحيدة التي تمثل الشعب السوري داخل سورية تمثيلاً حقيقياّ ,وهذا وضح خلال المظاهرات, ولها أن تتدخل أين تشاء ومتى تشاء, ولأنها في رأيها و في حقيقتها من وإلى الشعب. ومن الطبيعي أن يتواجد هذا الجيش حيث المصلحة العامّة لهذا الشعب,وهم القوة الخيّرة التي عليها واجب حماية الحق.
ويعتبر عمل الجيش الحر في القتال  حرباً دفاعية (حين يهاجم القوات الأسد) ,إن الهجوم على قوات السلطة في مركز مخابرات مثلاً هو دفاع عن كل الشعب السوري في مجمله لأن السلطة تهين الشعب وتعذبهم وتصفيهم جسدياً,  ثم إن مصطلح الهجوم هنا ما هو إلا مصطلح عسكري فقط.وهو في حقيقته دفاع, ودفاع عن الشعب بالذات: دفاع ضد الإعتقال للناس, دفاع عن الجرحى الذين سيقتلونهم, وعن عرض النساء كي لا تغتصب من تتار سورية  الجدد.إن جرائم النظام سابقة  لدفاع الجيش الحر فكيف يكون الجيش الحر هو أصل المشكله.
ثم إن نشر المعارك في مختلف مدن سوريّه ماهو إلا جزء من حرب الأنصار( حرب العصابات) التي على الجيش الحر القيام بها بإعتباره هو الجيش النظامي الحقيقي, لأنه يدافع عن الشعب ويخوض حرباً تعتمد الكر والفر لتشتيت قوات السلطة وإستنزافها,ولا يمكنه غيرها من حرب( ولا بد من الإنتصار في هذه الحرب) ولا يعتبر توسّع الجيش الحر بالسيطرة على المناطق والقرى والمدن عملاً يؤدي إلى الإضرار بالشعب الأعزل وإنما للدفاع  المباشر والغير مباشرعنه كذالك, وقد دخل الجيش الحر المناطق قبل النظام, بل إنه قد نبع وجوده من هذه المناطق بالذاتوهم أهله وعشيرته وأبناء حيه وهو يمارس الدفاع عنهم ضد هجمات النظام
ثم إن هناك عاملاً مهماً هنا وهو أن حرب العصابات تتخذ المعاصي كالجبال والغابات .. لكننا لا نملكها,وهنا تشكل الأزقة المعاصي التي تمنع دخول آليات السلطة للإيقاع بالناس أو بعناصر الجيش الحرالمدافع عن الناس.
إن الجيش الحر هو الذي نذر روحه فداء لحرية وكرامة وشرف وأرواح هذا الشعب المضهد والمستهدف في حريته ولقمته وكرامته, وقد إستشهد الكثير من مقاتليه في سبيل هذا الهدف وليس عمله سبقاً لأية غنائم.
إن الجيش الحر لم يمنع الناس من المغادرة من الأحياء بل ساعدهم عندما يرغبون لكن السلطة تمنع المنظمات الدولية من مساعدتهم بل وتمنع علاج الجرحى منهم.
5 ـ ليست الثورات العظيمة بدون تضحيات عظيمة,وعلى الجميع المآزرة والتحمل والمسانده والتحلي بروح المسؤوليه الجماعيه,وإن المظاهرات وخدمة الناس وعلاج الجرحى خدمة جماعية والجيش الحر كذالك قسم منها ويوم أن قام الشعب السوري بثوراته في حماه 1964  والثمانينات وثورة 2011 العظيمة  كان يعلم وقتها بأن  شجرة الحرية تسقى بدماء الشهداء , وهكذ علمنا التاريخ دائما وهكذا علمنا آباؤنا وأجدادنا العظام, وعلمونا بيت شعر كي نتذكر الواجب ولا ننسى:
(إذا لم تحترق أنت ولم أحترق أنا  فمن أين يخرج النور؟)
6 ـ من يطلق الرصاص الذي يخترق أجساد الأبرياء؟  هل من رصاص الجيش الحر أم من رصاص السلطة؟ وهل هدْم البيوت إلا بمدافع سلطة القتلة ودبّاباتها!وهل هتك الأعراض إلا من فئة محددة ومعروفة من خلال لكنتها!
7 ـ إن الجيش السوري الحر يعلم بأنه تقع على مسؤوليته حماية الناس من الإعتقال, وحماية المتظاهرين من القتل , وحماية أعراض وأموال الناس كذالك, وإن لم يستطع الجيش الحر الحماية أحياناً فاعذروه, وسيظل يحاول فلا تطلبوا منه ما هو فوق طاقته (وإن إستفرس الوحش بعد أن اطلقنا النار عليه بالمحاولة الأولى لكننا سنقضي عليه بالثانية).
8 إن محمداً الرسول القائد العظيم  كان كغيره من الرسل صاحب مبادئ التعاون والسلم والإخاء, لكنه لم يكتفي بالأمل والدعاء وقد قاتل حين وجب القتال , وفقد الكثير من أحبابه فذهبوا للجنان,وإنتصر الباقي وعاشوا  بكرامة كما أرادوا. فهل نريدها مجانية! ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة, الآيه) 
9ـ نحن ندرك الخطة الروسية( التي طبقت عبر الخبراء السوفييت في الثمانينات وكما تطبق اليوم) في ردع حرب العصابات وهي: الإنتقام من المدنيين بالقتل ليقنعوهم  بأن الجيش الحر هو الذي يجلب لهم القتل والخراب بهدف فصل التعاون الذي بينهما, وكذالك  بواسطة المهانة للناس في الطرقات, وكذا هتك الاعراض ونهب الأموال وحرق المحاصيل.ومحاولة إقناع الشعب كذباً وبهتاناً: بأن التخلي عن الجيش الحر هو طريق خلاصهم من هذا الموت والتعذيب والهدم..وهكذا ليرجعوا الشعب لبيت الطاعة مرة أخرى. لكن الشعب يعلم أن القصف الجماعي بالطيران والدبابات على أحيائهم يعني أنهم جميعاً أعداء للنظام وهو عدوهم كذالك.
إن الجيش الحر يعلم أن إحتضان الناس هو سر قوته وقوتهم فلا يؤذيهم بل يخدمهم,لأن الشعب هو كالماء اللازم لحياة وحركة السمك بالنسبة لمقاتلي حرب العصابات.حتى إن توزيع الطعام والمال وكافة المساعدات  بيد الجيش الحر هو عمل مفضّل ومصيب كلما أمكن ذالك.والجيش الحر مؤدب مع الشعب لأنه وضع نفسه فداء له.
لقد قتل النظام أكثر من 23000 سوري شهيد ظلماً وعدواناً في ثورتنا هذه ,وقتل عشرات الآلاف في حماه وتدمر وسرمدا والجسر في الثمانينات , ودون أي مبرر أخلاقي أو شرعي أو وطني, وقتل من الفلسطينيين الكثير, وهجّر مئات آلاف السوريين منذ الثمانينات وحتى الآن .. وآن أن نضحي جميعاً للخلاص منه  لتحقيق هدفنا العظيم في الحريّة وأن نتحمّل بعض الآلام (إن اتكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون, وترجون من الله مالا يرجون, الآيه)
فلا يغرنَكم  قول المنافقين والمتسقّطين والإستسلاميين لزعزعة الصفوف.
,وقريباً ستذهبون ياشعبي الثائر العظيم المضطهد للشرفات والطرقات تشكرون وتفرحون وتهتفون وتحتفلون وتغنّون بيوم هو من أجمل أيام الدنيا في سورية الحبيبة,وسنحمل مئة ألف يتيم على أكتافنا كما سنحمل نبات القاس والزهور والعطور ودموع الفرح وقرب الماء وكلمات الشكر والعرفان والأمتنان,وسنرتّل آيات الكتاب والدعاء إلى وعلى قبور أولائك الأبطال المقاتلين الذين ماتوا لكي نحيى, وهم أحياء عند ربهم يرزقون .
 

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع