..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

إنها الشام المباركة

أبو فهر الصغير

٣٠ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 10228

إنها الشام المباركة
1.jpg

شـــــارك المادة

ما يزيد على أربعة عقود مظلمة مرت على شامنا الحبيب، ونظامٌ قل نظيره في الاستبداد والظلم، أراد للناس الذل والخضوع والعبودية له، أراد كبت كل خير ونشر كل شر، لكن الله عز وجل أذن بهذه الثورة المباركة، فما شيءٌ يدوم، ولا بد للّيل أن يخلعه النهار.


أذن الله بهذه الثورة التي مازالت تنفض غبارًا طال أمده، والتي أقضَّت مضاجع أمم الاستبداد كلها، فما زالوا يحيكون لهذه الثورة المؤامرات تلو المؤامرات.
نظام تسانده أمم الطغيان، فهو مجتمع الخبائث فيه كل قذارة ونجس ! فهو عقدة اشتراكية تسانده روسيا والصين، وعقدة صفوية تسانده إيران وحزب الشيطان وصفويو العراق، وهو الجدار الحامي لإسرائيل، وبوابة أوروبا الصليبية - الحاقدة على العالم الإسلامي - لقسم كبير من العالم العربي والإسلامي، ومن قلب النظام طائفيون خبيثون ومنتفعون، أذن الله بهذه الثورة في أرض الشام المباركة، ثورة مباركة فيها كل خير، أبهرت العالم كله،
قال النبي صلى الله عليه وسلم في الشام: "اللهم بارك لنا في شامِنا اللهم بارك لنا في يَمَنِنا" .. الحديث " صححه الألباني.
وتأمل .. هي بركة مطلقة غير محددة فهي مباركة بأرضها وهوائها وأهلها وكل ما فيها، وتأمل (( اللهم بارك لنا )) لم يقل: اللهم بارك للشام في شامهم؛ بل لنا .. أي: للأمة جمعاء، (( في شامنا )) يا الله ! يفتخر بها النبي صلى الله عليه وسلم " شامنا " .. نعم إنها شامة الأمة ! فخرٌ للشام وأيُّ فخر ..!
تعالوا نتأمل شيئاً من بركات هذه الثورة العظيمة والتي هي من فضل الله - عز وجل - على هذه الأمة . تعلق بالله عز وجل،
وهذا من منح البلاء، والذي يميز فيه الخبيث من الطيب، ويتجلى في شعاراتها: (( لا نركع إلا لله، ما لنا غيرك يا الله، الله أكبر .. ))
مع أنها خرجت في البداية بمطالب لكن النظام بحماقته أراد إرغام الناس على الكفر فأبى الناس إلا أن يقولوا لا إله إلا الله .. الكافر حين يتعرض لمحنة واضطرار يقول يا الله، فما بالك بمسلم ؟! يتعرض للبلاء في شهور طوال ! كيف يكون قلبه ؟! كيف يكون قلبه والعالم من حوله خذله !
وأيضًا جعل الناس يعملون ما بوسعهم، فتربوا على التعلق بالله عز وجل، ثم الثقة بالنفس. .
ثورة بثَّت روح الجهاد في سبيل الله عز وجل، والتضحية والفداء، الجهاد الذي قال فيه النبي - صلى الله عليه و سلم- : " ما ترك قوم الجهاد إلا عمَّهم الله بعذاب" الجهاد الذي قال فيه أيضًا : "من لم يغزو ولم يحدث نفسه بغزو مات ميتة جاهلية " نعم ميتة جاهلية، فمن فقد روح الجهاد ذل وخنع ! بُثَّ الجهاد ليس في شباب الشام فحسب؛ بل حتى بين فتيانها وغلمانها ! في صور من البطولة ما يذكرنا بسلفنا الصالح، في بدر والخندق والقادسية واليرموك، يذكروننا لخالد وسعد والمثنى والقعقاع رضي الله عنهم أجمعين.
ثورة ألفت بين قلوب الناس، غسلت قلوبهم، أنستهم خلافاتهم، جمعتهم على هم واحد، كل مدينة تفدي أختها بالروح والدم، كل مدينة في نكبتها ترسل الإغاثات والمعونات لجيرانها .
ثورة ربت الناس على القيم والأخلاق، طهرت نفوسهم، أصبح من يقدم لدينه وعرضه وبلده هو المُقدَّم، أصبح الناس ينظرون إلى القيم والأخلاق لا لحطام هذه الدنيا ! .
ثورة رققت القلوب وأعذبتها، فلكل شهيد قصة و لأهل الشهيد بعد موته قصص وحوادث يذكرها الناس في مجالسهم، من جراح الفقد والفرقة، وقد رقق ذلك في قلوب الناس وعشعش في قلوبهم الحنان والعطف، والشوق للأحبة رحمهم الله.
ثورة تفجر فيها العمل المؤسسي المنظم والطوعي بعد أن حرمته سوريا عقودًا، حيث ظهرت المؤسسات الإعلامية، والإغاثية، والعسكرية، والسلمية.
ثورة في ظل القصف والتدمير والتقتيل والتعذيب، قويت نفوس الناس بعد أن تهدم جدار الخوف، والذي كان عمودًا للنظام في حكمه ! النفوس تربَّت على الشجاعة والصبر والإباء والعزة والكرامة، الأمر الذي سيظل معهم – إن شاء الله – عقودًا طوالاً، والذي سينقلونه لأبنائهم، بل في ظل هذه الثورة يتربى الغلمان والأطفال على ذلك، الأمر الذي يبشر بكل خير في الأيام والسنين القادمة.
هي الثورة الفاضحة التي فضحت هذا النظام الذي طنَّ الآذان بادعاءاته للمقاومة والممانعة، وفضحت إيران الصفوية الطائفية، فضَحت حزب اللات ، حامي حدود شمال إسرائيل، وفضَّحت الغرب الذي يدعي شيئا يسمى حق تقرير المصير، شيئا يدعونه يسمى حقوق الإنسان  !! .
ثورة صنعت القيادات على كل مستوياتها، بعد أن ظهرت معادن الناس في الداخل، الأمر الذي يبشر إن شاء الله بمستقبل زاهر لسوريا وللعالم العربي والإسلامي أجمع. ثورة ستدرَّس للأجيال، وقلت: إن العلوم الإنسانية (( علم الاجتماع وعلم النفس )) سيحدث فيها طفرة من الدراسات من وراء ثورة سوريا، فهي باختصار كما قال الكاتب فداء السيد : "أكاد لا أبالغ إن قلت - وقد بحثت قديماً وحديثاً - أنني لم أجد في التاريخ ثورة شعبية كثورة الشعب السوري شجاعة وإقداماً وتضحية وصبراً ومعاناة، فلله دره من شعب، ولله در الشام من مصنع للرجال لن يتكرر .

تعليقات الزوار

..

خلدون - السعوديه

٥ ٢٠١٢ م

لا فض فوك أخي أبوفهر نعم فهذه الثورة الربانية كلها بركات و خير .... 
اللهم يا من باركت شامنا و تكفلت بأهلها بارك لنا ثورتنا و بارك بثوارنا و رجالنا و لا تكلنا لانفسنا طرفة عين و خذ بناصيتنا لما يرضيك عنا و استعملنا و لا تستبدلنا و اجعل على ايدينا أعادة بلاد الشام منارة للاسلام و المسلمين يا أكرم الاكرمين 

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع