..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

خواطر فوسبوكية

مجاهد مأمون ديرانية

٢٣ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 2892

خواطر فوسبوكية

شـــــارك المادة

قرأت كتابات كثيرة تتحدث عن ثوار سوريا الذين سيحررونها من الاحتلال البعثي الأسدي كما حررها أجدادهم من الاستعمار العثماني والاستعمار الفرنسي. ألا يحتاج من يكتب هذا إلى رد وتوضيح؟ بلى، إنه يحتاج إلى تبصرة وإيضاح دون لوم ولا عتاب، فهو معذور عندما يفكر كذلك لأنه لبث يسمع تلك الفكرة من إعلام البعث ويتلقاها في مدارس البعث على مر السنين، حتى استقرت في عقله الباطن دون تمحيص أو تفكير.

 

ولكنّا ثرنا اليوم -يا أبنائي ويا إخواني الكرام الأحرار- ثرنا على النظام الفاجر الكافر وعلى كل تراثه وموروثاته، أفلا ترون واجباً علينا أن نراجع كل ما تلقيناه عنه لننبذ ما حاول أن يضلل عقولنا به من أباطيل؟

المسلم لا يمكن أن يسمّي حكمَ المسلم لبلده غزواً، مهما تكن قومية الحاكم المسلم والأرض التي جاء منها.

فكيف يستوي العثمانيون والفرنسيون فيصبح الاثنان غزاة؟ الفرنسيون غَزَوا سوريا واحتلوها احتلالَ الكافر الغريب للبلد المسلم، أما العثمانيون فقد ضمّوها إلى دولتهم لتكون جزءاً مسلماً من دولة مسلمة مركزية، وهو ما يُطلَب من المسلمين السعيُ إليه والعمل من أجله، فإنهم ينبغي أن يصنعوا دولة قوية موحدة يعيشون فيها أعزّة، ولا يبالون أن يكون الحكم فيها لعربي أو تركي أو كردي ما دام مسلماً.

على أنني لا أنكر أن أيام العثمانيين لم تخلُ من ظلم عانى منه أهل الشام (الشام الكبرى، ولم تكن سوريا يومئذ دولة) كما عانى غيرهم من رعايا الدولة العثمانية. وهذا مما لم تخلُ منه دولة من الدول الماضية، لا العباسية ولا غيرها، ولعله زاد في العصور الأخيرة وبلغ غايته مع حكم الاتحاديين بعد الانقلاب على السلطان عبد الحميد رحمه الله. لكن هذا لا يبرر أبداً الفكرةَ التي أراد القوميون والبعثيون الذين تسلطوا على حكم سوريا أن يزرعوها في عقول أبنائها المسلمين، وها نحن أولاء قد رأينا من ظلم القوميين العرب وشرّهم في أربعة عقود ما لم نَرَ مثله ولا نصفه ولا عُشره من الأتراك المسلمين في أربعة قرون… فإن كان لنا أن نختار فإننا نقول: رُدّوا علينا حكم الترك وخذوا حكم العصابة الأسدية وحكم الطائفة العلوية العربية!

 

المصدر: الزلزال السوري

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع