..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

معارضة سورية مسلحة أم جيش حر?

غسان المفلح

٢٠ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 7607

معارضة سورية مسلحة أم جيش حر?
1.jpg

شـــــارك المادة

في يوم تعليق عمل بعثة المراقبين الدوليين في سورية, عقد مؤتمر تحضيري للمعارضة السورية في اسطنبول, وهو بمثابة خطوة تحضيرية للمؤتمر المزمع عقده بإشراف الجامعة العربية في القاهرة في نهاية يونيو الجاري, هذه الخطوة جاءت لخلط الأوراق من جديد, لكن ما فاجأ الجميع دعوة بعض مراقبي كوفي عنان, الجيش السوري الحر لتسليم أسلحته للعصابة الأسدية, وحتى دون تقديم أية ضمانات تؤمن على حياة أفراد هذا الجيش.

 

وجاءنا من ثوار دمشق: طلبنا من المراقبين الدوليين فقط المساعدة بإدخال جراحين لمعالجة الجرحى ذوي الإصابات الخطرة فما كان جوابهم ? قالوا وبالحرف الواحد : لانستطيع تقديم أي شيء لكم, والقصف لن يتوقف عليكم, إلا أن تسلموا أسلحتكم وتسلموا المطلوبين للنظام ..وكما قال أيضا الناشط المعروف"خالد أبو صلاح لقناة العربية مساء17.06.2012 : بأن المراقبين إتصلوا بهم لطرح مُبادرة تقضي بتسليم ثوار حمص أنفسهم مع أسلحتهم مُقابل عفو رئاسي! ثم تابع.. وقال مراقبو الأمم المتحدة لناشطي حمص: نستطيع أن نمرر لكم المساعدات الإنسانية إن سلم الجيش الحر أسلحته واستسلم وسلمتم أنفسكم! هذه مهمة المراقبين الدوليين العنانية اليوم, في الوقت الذي يحاول عنان ومن معه من الدول, الانتقال للبند السادس من مبادرته لكي تستمر, وهو البند المتعلق بتشكيل وفد معارض لمحاورة العصابة الأسدية او التفاوض لكي لاينزعج أي معارض, وعلى هذا الاساس عقد مؤتمر اسطنبول التحضيري, وعلى الاساس نفسه سيعقد مؤتمر القاهرة هذا..علما أن عنان لم يستطع أن يطبق من مبادرته أي بند من البنود الخمسة الأولى التي من المفترض أن تسبق البند السادس هذا, فلا جيش العصابة انسحب من المدن ولا تم اطلاق سراح المعتقلين ولا دخول المساعدات الانسانية ولا وسائل الاعلام, لابل دمرت مدن أخرى واستشهد أكثر من 3600 شهيد منذ مجيئ مراقبي عنان إلى سورية..وحدثت أفظع المجازر على يد جيش العصابة وشبيحتها..وجاء رد الفعل الدولي على تعليق عمل المراقبين سخيفا ومضللا, حيث وصف" البيت الأبيض- على لسان المتحدث باسمه تومي فيتور- الإعلان عن تعليق مهمة المراقبين الأمميين في سورية بأنه "لحظة حرجة", وقال إن الولايات المتحدة تتشاور مع حلفاء دوليين بشأن "الخطوات القادمة" في الأزمة السورية. أما وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ فرأى أن قرار تعليق عمل بعثة المراقبين الدوليين "يعيد النظر جديا" في قدرة هذه البعثة على الاستمرار في عملها. واعتبر أن تدهور الوضع تسببت فيه ممارسات نظام الأسد, داعيا في الوقت نفسه "المعارضة المسلحة في سورية إلى التوقف عن العنف". ودعت تركيا من جهتها مجلس الأمن إلى اتخاذ "إجراء جديد" يحول دون "تفاقم المأساة الإنسانية" في سورية".

بالنسبة لمؤتمر المعارضة أرى أنه على المجلس الوطني أن يقدم آخر أوراق اعتماده للثورة, بأن يرفض أي مؤتمر لوحدة هذه المعارضة, تحت إشراف نبيل العربي وكوفي عنان, أقله احتجاجا وتنديدا بما يجري من قتل لشعبنا وتدمير لمدن سورية, تحت سمع وبصر هذين الموظفين..أدبيات المجلس واضحة, لا تحتاج مشاريع جديدة على الورق حول مستقبل سورية, يعتقد هؤلاء المعارضون أنهم بمثل هذه المؤتمرات يجدون لهم مكانا في الصفوف الامامية, من دون أن يأخذوا بعين الاعتبار مصلحة شعبنا على المدى الطويل ولا حتى الآني..ما أراح ضمير الغرب عموما وأميركا مع تركيا بشكل خاص أنهم وجدوا معارضة لا تريد تدخلا دوليا!! بدءاً بالإخوان المسلمين وأكثرية أعضاء الامانة العامة للمجلس الوطني السوري, وانتهاء بالمنبر الديمقراطي مرورا بالمجلس الوطني الكردي وهيئة التنسيق..,كتعبيرات عن معارضة تقليدية, لم تستوعب المرحلة بعد..لا يزال منهم من يرى أن هذه العصابة يمكن أن يكون لديها بصيص أفق سياسي..أو مجرد لمحة تفكير وطنية, أو حتى قيمة أخلاقية من نوع ما..رغم خروج الصديق عبد الباسط سيدا كرئيس جديد للمجلس الوطني خلفا للدكتور برهان, في مؤتمر صحافي ليطالب بحماية المدنيين وفقا للبند السابع, وإن لم يتم الامر يريد الانتقال لتوجيه طلبه هذا إلى مجموعة أصدقاء سورية, من دون الرجوع لمجلس الأمن!! علما أن مجموعة أصدقاء سورية الدول الفاعلة فيها, أو التي يمكن أن تفعل, كانت ردودها سخيفة على تعليق عمل المراقبين الأمميين, فأتحفنا السيد وزير الخارجية البريطانية, بأنه على المعارضة المسلحة ان تتوقف عن العنف, وهل توجد في سورية معارضة مسلحة أم يوجد جيش سوري حر? ربما يكون قد انضم إليه شباب في عمر الورد, للدفاع عن أهلهم وعرضهم ومدنهم, أمام هذا القتل التشبيحي الحاقد على الانسان والارض والزرع, قتل يتعامل بمنطق الارض المحروقة وبدعم روسي مجرم وحقير..وغطاء دولي أصبح اكثر من مكشوف لايزال عنوان من عناوينه أيضا الرؤية الإسرائيلية.. لأن جل ما تريده العصابة الروسية- الأسدية هو الوقت مهما كان القتل!! أي سورية يريدون لها مستقبلا تكون فيه العصابة الأسدية جزءاً منها? السيد وليم هيغ يتحدث عن معارضة مسلحة لكي يتم" الطلب من روسيا والصين الموافقة على إرسال قوات حفظ سلام وهذا خطأ فادح, لأنه يعني فصلاً بين طرفين, هذا الطلب يتضمن إقرارا بحرب أهليه في سورية, ويمنح العصابة الأسدية فرص حماية لنظامها المجرم وتحويله جزءاً من الحل".
غير مطلوب من هذه المعارضة أن تتوحد إلا لكي تستر عورة نبيل العربي ومعه كوفي عنان.. كموظفين وكممثلين شرعيين لانحطاط الموقف الدولي...لهذا شعبنا يشكر دول الخليج وشعوبها والتي لولاها لما وجدنا في العالم من يساند شعبنا..هذه حقيقة اغفالها يضيع البوصلة..
لا أعرف في الواقع ما الذي يجده الاصدقاء في الاخوان المسلمين بالموقف التركي, مثلا يرفع الرأس كما يقال في سورية? وما الذي يجده بعض المعارضة, وبعض المجلس الوطني, بموقف نبيل العربي حبيب دعاة رفض التدخل الخارجي, يدعو المرء للجلوس معه, ومناقشة رؤيته?
هل فعلا لدينا معارضة مسلحة أم لدينا جيش حر? هل المجلس الوطني لديه جناح عسكري? وهل إعلان دمشق لديه? أم الاخوان أم المجلس الوطني الكردي أم المنبر الديمقراطي? عن اية معارضة مسلحة يتحدث الرجل الانكليزي الانيق? نعم يوجد جيش حر, تشكل وانشق بناء على معطى واحد هم يعرفونه, وهو همجية العصابة الأسدية في التعاطي مع شعبنا..لهذا لايوجد في سورية حرب أهلية, يوجد عصابة تقتل فقط, من دون حتى أن يكون لديها أي افق سياسي..لهذا شعبنا مهما حاول الروس وغيرهم..لن يعود للخلف, ولن تبقى هذه العصابة تحكم سورية تدخلتم أم لم تتدخلوا...عار على بعض مراقبي كوفي عنان الطلب من الجيش الحر تسليم أسلحته بهذه الطريقة..وهنالك منهم من قال للثوار أنكم تريدون قطع أرزاقنا...وعلى المعارضة السورية أن تعلن, عن موت مبادرة عنان لكي تقطع رزقه...وتخرجه خارج الملف السوري..هم ماذا يفعلون الآن? شعبنا ثائر ويثور ويقتل..فهل غيرت مبادرة عنان هذه المعادلة جزئيا أو كليا? لم تغير..بل ازدادت المجازر.. فعلام نحييها كمن يريد إحياء ميت.
الآن...علينا الوقوف فقط من أجل محورة النشاط حول دعم صمود أهلنا وثورتنا, وكشف كل زيف ادعاءات المجتمع الدولي, إلا في حال توقف القتل...
وإذا كانت المعارضة تريد عقد مؤتمر لوحدة المعارضة فلتعقدة في مخيمات اللجوء, وتحت إشراف شعبنا وليس تحت إشراف نبيل العربي وكوفي عنان..
شعبنا لن ينسى.

 

المصدر : السياسة

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع