..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

لن تتوحد كتائب الثورة السورية

أبو عبد الله عثمان

١١ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 9959

لن تتوحد كتائب الثورة السورية
8.jpeg

شـــــارك المادة

نعم لن تتوحد الكتائب على منهج واحد.. وإن عدم توحيدها هو مما يميز الثورة وكتائبَها المباركة، فلقد رأينا في الكتيبة الواحدة -بفضل الله- يقف المختلفون في المناهج صفاً واحداً يتعاونون ويحمي بعضهم بعضاً، بل رأينا من يختلفون في الدين والعقيدة متكاتفين في بعض الكتائب ضد مجازر وظلم الأسد وشبيحته.

 


ومن الصعب أيضاً توحيد الكتائب على مصدر واحد من الدعم المادي، وخصوصاً في مثل هذا التخاذل الدولي الذي يفرض حصاراً على خير شباب الأرض في أخطر حروبهم مع الظلم والطغيان مما يؤدي بجميع من يريد الدعم إلى سلوك طريق الخفاء والتسلل.
كما أنه قد نجد صعوبة أيضاً في توحيد الكتائب تحت اسم كتيبة واحدة، اللهم إلا ما اصطلحت عليه الثورة من تسمية الجيش الحر وقناعة الجميع بالالتزام بما تأخذه قياداته من بعض القرارات التي تضطره إليها سياسات الثورة وعلاقاتها مع التوجهات العامة لمواقف المجتمع الدولي المترنحة. ولكن: لا بدّ، بل ويجب توحيد الكتائب على أمرين اثنين لا مجال للاجتهاد في أهميتهما وتسليك سبل الوصول إليهما وهما:
الأول: توحيد الكتائب في الخطط الدفاعية والهجومية، وخاصة ضمن المناطق القريبة من بعضها، والتعاونُ على توزيع الثغور وانتقاء قياديين مؤهلين عسكرياً وأخلاقياً لتأمين كل ثغر، وربطه مع عدد من طرق الإمداد المختلفة من مختلف المجموعات ليحافظ على موقعه ببذل كل ما يقدر عليه. وهذا التوحيد يمهد لاحقاً لمرحلة الهجوم والزحف وعملية التحرير الكبيرة المنتظرة، ولكن لا بدّ لتنجح خطط الهجوم والزحف من أن نكون موحدين في مراحل الدفاع ونكونَ قد تجاوزنا جميع المحسوبيات.
الثاني: توحيد العدو وجعله الهدف الأول الذي تتركز كل الجهود عليه، مما يحتم على الجميع كفَّ جميع الألسن عن أي ثائر أو مسلح إلا في إطار النصيحة أو الإصلاح، وقطعَ جميع أوردة سوء الظن، والإشاحةَ عن كل من ينشر عثرات الآخرين ويشهّر بها، وتجفيفَ كل المستنقعات التي تتجمع فيها وتعيش في نتانتها الإشاعات، ونشرَ البشاشة بين الجميع عند اللقاءات، واستحضارَ معاني الأخوة والمحبة في الله وخاصة بين فرسان الميدان الذين اختارهم الله - سبحانه - للميدان والنزال، والالتزامَ بالاحترام والتقدير لكل الثائرين، فلا أحد يدري من تكون له حسن العاقبة عند الله - تعالى -، كما أنه لا بدّ أيضاً، بل ومن الضروري جداً حسن الاستماع والإنصات لأي اقتراح أو فكرة، فالنبي المصطفى –صلى الله عليه وسلم-، كان يطلب الرأي والمشورة وينصت ويستمع وهو المؤيد بالوحي - عليه الصلاة والسلام -.
إن الملايين من أبناء الأمة يغبطونكم أيها الثوار الأحرار، يا من رفعتم السلاح ضد الفراعنة والطغيان، واختاركم الله للفوز والفلاح وبذلتم الغالي في سبيل ذلك، فالله الله في إخلاص النية والتزام الصواب وسلوك دروب النصر من الإعداد والاتحاد والاعتماد على ملك العباد.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع