..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

الإخطبوط السوري

الرشيد

١٧ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 4024

الإخطبوط السوري
10.jpeg

شـــــارك المادة

الإخطبوط السوري؛ وهنا لست أتحدث عن إخطبوط يشابه الإخطبوط العراف بول، والذي كان يتنبأ بنتائج المباريات، بل أتحدث عن النظام (الإخطبوط) السوري. ورغم تلاقي الاثنين في موضوع التنبؤ بما سيحدث، وكلنا يعرف التمهيد الإعلامي لأي خطوة قذرة من قبل النظام؛ إلا أن الإخطبوط السوري يفوق أي إخطبوط على وجه الأرض بعدد الأذرع. هذه الأذرع المباشرة وغير المباشرة، القوية والضعيفة، القاسية واللينة، هي أذرع تشترك كلها بصفة واحدة وهي القذارة. فالنظام السوري الذي يدرك جيداً كيف يخلق هذه الأذرع وكيف يحركها يستخدمها لغرض واحد فقط وهي الدفاع عن النفس، فكل من يقترب من هذا الإخطبوط هناك ذراع ما سوف تمتد إليه إما تهديداً أو فتكاً، وذلك حسب خطورة العدو المتربص به. أما من هو عدو هذا الإخطبوط فالكل أعداؤه!


نعم فهذا الإخطبوط -أي النظام- ليس له صديق سوى نفسه وبالتالي فهو دائم التقوقع على نفسه، وكلما ازداد الخطر حوله انكمش ومد أحد أذرعه القذرة، وكما قلت كل حسب خطورة هذا العدو.
وفي ذكر سريع لبعض الأذرع لهذا الإخطبوط نجد أن أقواها يمتد في دول الجوار، أما باقي الأذرع فنراها تقريباً في كل دول العالم ولا مبالغة في هذا الطرح طالما أنه من المعروف عن النظام السوري أنه نظام (مافيوي)، فهو مرتبط بشبكات هائلة من المافيا العالمية ذات الأوجه المتعددة والعناوين المتفرقة منها المافيا الاقتصادية والسياسية والإعلامية، والتي تعمل كلها خدمة للدولار بعيداً عن كل القيم والأعراف الإنسانية، وهي الصورة الحالية الواضحة والجلية للنظام السوري.
أما الأذرع القوية لهذا الإخطبوط السوري فنراها في تركيا، الدولة الجارة، وذراعه فيها هو حزب العمال الكوردستاني القلق الدائم للدولة التركية. وفي لبنان الدولة المجاورة أيضاً، فحزب الله لا يحتاج منا إلى إشارة عن علاقته بالنظام السوري وقد أجزم أنه يتلقى تعليماته بالكامل من النظام السوري. وفي العراق، فإن التركيبة الطائفية للحكم الحالي استطاع النظام السوري أن يحولها إلى ذراع تفتك بمعارضيه، وما التقارير التي تتحدث عن وجود لعناصر من جماعة مقتدى الصدر على الأراضي السورية والتصريحات التي أدلى بها المالكي دعماً للأسد وهو العدو البعثي الإرهابي السابق؛ إلا دليلاً على قدرة هذا النظام على ابتداع أذرع العبث بل وتحويل العدو إلى مناصر له فما أخبثه من إخطبوط. في الأردن هناك ذراع ليست بالقوية ولكنها فاعلة وهي التيارات اليسارية والقومية. أما في فلسطين فالحال كلبنان، هناك حركة حماس التي لا تستطيع أن تزيح عن كاهلها عبء دعم النظام لها، وهي الحركة التي لم تجد من يتبناها حتى ارتمت في حضن هذا الإخطبوط القذر لتصبح أحد أذرعه التي يستخدمها متى شاء بحجة حمايته لها ورد الجميل، هذه الكذبة التي يمررها على مسامع الجميع، فهو حامي الفلسطينيين، وهو حامي العلويين وهو حامي حدود إسرائيل كما صرح هرم الفساد في سوريا ابن خالة الرئيس، وهو حامي الأقليات، وهو حامي الاستقرار بالشرق الأوسط، بل والعالم أيضاً.
والسؤال المطروح هنا، هو كيف نقضي على هذا الإخطبوط وهو الآن يصرح علناً بإحراق المنطقة إذا ما اقترب أحد منه، وهو بالطبع يقصد أذرعه التي سوف يحركها كلها دفعة واحدة ليغير الخريطة السياسية والعلاقات الإستراتيجية والتوزعات الديموغرافية المرتاح لها الغرب أصلاً، ولا يريد أن يدخل في دوامة كبيرة من المتاهات السياسية.
أما الجواب على السؤال فيمكن أن يكون بديهياً جداً؛ وهو (قص) أذرع هذا النظام قبل اتخاذ أي خطوة للانقضاض عليه، وذلك بتفكيك تحالفاته جميعها، أو وضع العراقيل والسدود لأي استجابة ممكنة لأوامره حين تضيق عليه دائرة الخطر. وأكاد أجزم أنه بدون هذه الأذرع من الضعف حيث يموت تلقائياً حيث يعتمد في وجوده على هذه الأذرع الشريرة، وبدونها سيصبح كتلة من هلام يمكن سحقها بكل سهولة بل وإخفاؤها من الوجود.

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع