..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

أيها الشعب السوريُّ العظيم، يا أبناء الأمة تناصروا يرحمكم الله

أبو بكر الشامي

٢٠ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3424

أيها الشعب السوريُّ العظيم، يا أبناء الأمة تناصروا يرحمكم الله
111.jpg

شـــــارك المادة

* النَّصرُ والنُّصرةُ: هي إعانةُ المظلوم ونصره.
والتّناصُرُ: هو التعاونُ على النَّصر.
ولقد سمّى اللهُ أهل المدينة المنوّرة أنصاراً لنصرهم رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عندما طلب منهم النُّصرة، وهاجر إليهم …


وللتناصر والنُّصرة أهمية عظيمة في حياة الأمة، وبدونها تصبح الأمةُ ضعيفةً ومكشوفة أمام أعدائها ومعرّضة للهزيمة -لا سمح الله-.
والعكسُ صحيحٌ أيضاً: فقيام أبناء الوطن والأمة بنصرتهم لله، وذلك بالتزام حدود الله، واجتناب معاصيه، ثم نصرتهم لبعضهم البعض، يؤدي حتماً إلى النصر والظفر على الأعداء، مصداقاً لقوله - تعالى -: {إن تنصروا اللهَ ينصركم ويثبّت أقدامكم}.. وقوله - تعالى -: {ولَينصُرنَّ اللهُ من ينصُرُه}.
ومما لا شكَّ فيه أن نصر المجتمع والأمة بعضُهم لبعض، يثبّتُ دعائم المجتمع والأمة، فتسود فيه روح التعاون، والألفة، واحترام الحقوق، وأداء الواجبات، وتكون محصّلة ذلك مجتمعاً متماسكاً، وأمّةً قويةً، كالبنيانِ المرصوصِ، يشدُّ بعضُه بعضاً…
وما ينطبق على الأفراد في مجال التناصرِ، ينطبقُ على الدُّولِ أيضاً التي تنتمي إلى العروبة وتدين بالإسلام، فإذا ظُلمت منها دولةٌ، واعتُدُيَ على شعب منها كالشعب السوري العربي المسلم اليوم، وجب على الدول العربية والإسلامية كافّة مناصرته وتأييده حتى يتحقق له النصر على أعدائه البغاة الظالمين…
أما أن تتخاذل المحافظات السوريّة عن نصرة بعضها البعض، أو تتخاذل الأمة، وينكفئ كلُّ فرد فيها، أو كلّ دولة، على حدودها الضيّقة المصطنعة، وشؤونها الداخليّة الخاصّة، فهذا كفيل بتعريض جميع الوطن والأمة للضياع، وتسلّط أعدائها عليها الواحدة تلو الأخرى -لا سمح الله-…
قال - تعالى - في كتابه الكريم مخاطباً المسلمين الأقوياء عندما يستنصرهم إخوانهم الضعفاء: {وإن استنصروكم في الدّين، فعليكم النصر} [الأنفال /72].
وقال - تعالى -: {يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا اللهَ، ينصركم، ويثبّت أقدامكم}.
ونصرُ المؤمنين المظلومين هو من نصر الله…
وقال - تعالى -: {أُذنَ للذين يُقَاتَلون بأنّهم ظُلموا وإنَّ اللهَ على نصرهم لقدير، الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حقّ إلا أن يقولوا ربُّنا الله، ولولا دفعُ الله الناسَ بعضَهم ببعضٍ لهُدِّمت صوامعُ وبيعٌ وصلواتٌ ومساجدُ يُذكرُ فيها اسمُ اللهِ كثيراً، ولينصُرنَّ اللهُ من ينصُرُه، إنَّ اللهَ لقويٌّ عزيز} [الحج / 40].
وأما أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجوب النُّصرة والتناصر فأكثر من أن تحصى، ومنها:
1. عن البراء بن عازب –رضي الله عنه- قال: ((أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسبع: عيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، وإبرار القسم أو المُقسم، ونصر المظلوم، وإجابة الداعي، وإفشاء السلام)) [البخاري].
2. وعن عمرو بن عَبَسَة - رضي الله عنه - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: ((قال الله - عز وجل -: قد حقّت محبّتي للذين يتناصرون من أجلي)) [أحمد والطبراني].
3. وعن جابر وأبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنهما -، قالا: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما من امرئٍ يخذلُ مسلماً في موطن يُنتَقَصُ فيه من عِرضه، ويُنتَهَكُ فيه من حُرمته، إلا خذَله اللهُ في موطن يُحبُّ فيه نُصرتَه. وما من امرئٍ ينصرُ مسلماً، في موطن يُنتَقَصُ فيه من عِرضه، ويُنتَهَكُ فيه من حُرمته، إلا نصرَه اللهُ في موطنٍ يُحبُّ فيه نُصرتَه)) [أبو داود والطبراني].
4. وعن سهل بن حنيف - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((من أُذِلَّ عنده مؤمنٌ، فلم ينْصُرْهُ، وهو يقدر على أن ينصُرَه، أذلَّهُ اللهُ - عز وجل - على رؤوس الخلائق يوم القيامة)) [أحمد والطبراني والهيثمي في مجمع الزوائد].
5. وعن أبي الدرداء - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((من ذبَّ عن عِرضِ أخيه ردَّ اللهُ النارَ عن وجههِ يوم القيامة)) [الترمذي].
6. وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من نفَّسَ عن مؤمنٍ كُربةً من كُرَبِ الدنيا، نفَّسَ اللهُ عنه كُربةً من كُربِ يوم القيامة، ومن يسّرَ على مُعسرٍ يسَّرَ الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستَرَ مسلماً ستَرهُ اللهُ في الدنيا والآخرة، واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه)) [مسلم].
7. وعن أبي موسى الأشعريّ - رضي الله عنه -: أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((المؤمنُ للمؤمنِ كالبنيان يشدُّ بعضُه بعضاً، وشبّك بين أصابعه)) [البخاري ومسلم].
وبعدُ… فواجبٌ مقدّسٌ، وفرضُ عين: على الشعب السوريّ العظيم اليوم، في جميع محافظاته، وبجميع أديانه وطوائفه وأعراقه، وهو يتعرّض لأبشع حرب إبادة شهدها التاريخ، على يد عصابات الأسد، وشبّيحته الكافرة الفاجرة، أن يتكاتفوا، ويتعاونوا، ويتكافلوا، ويتناصروا، ويشدُّ بعضُهم إزر بعض…
وواجبُ مقدّسٌ، وفرضُ عين أيضاً: على الأمتين العربية والإسلامية، والإنسانية أن تقف معهم، وتساندهم، وتنصرهم، حتى يتخلّصوا من هذه العصابات المجرمة في أسرع وقت ممكن، ويُقيموا في وطنهم دولة الحقّ والعدل والقانون والمساواة والحرية… {ويومئذٍ يفرحُ المؤمنون بنصر الله، ينصر من يشاء، وهو العزيز الرحيم} [الروم / 5].

المصدر: سوريون نت

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع