..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


الى الثورة

كلمة أهل حوران في تأبين شهداء الخالدية وبابا عمرو بحمص

عبد الله الحريري

١١ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3688

كلمة أهل حوران في تأبين شهداء الخالدية وبابا عمرو بحمص
0054699.jpeg

شـــــارك المادة

قال - تعالى -: {إن يمسسكم قرحٌ فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء، والله لا يحب الظالمين} [آل عمران: 140]. نعم لقد مسنا القرح في الخالدية، وفي كل المدن السورية ولكن شتان بين مصابنا ومصابهم، وقتلانا وقتلاهم، وقد ذكر - سبحانه - شهداءنا بقوله: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون} [آل عمران: 169].

 


نعم أحياء وليسوا أموات، وأنهم عند ربهم، وليسوا عند أهليهم، وأكد بعد ذلك بأنه يجري عليهم رزقهم {عند ربهم يرزقون}، الرزق الحسن. إذاً: {ولا تهنوا، ولا تحزنوا وأنتم الأعلون} [آل عمران: 139].

أنتم الأعلون: في دينكم، وإيمانكم، وبذلكم وعطائكم، وتراحمكم. ولقد أثرتم إعجاب العالم يا أهل حمص، بهذا التراحم والتعاطف والتواد فيما بينكم!!
اسألوا إن شئتم الشيخ أنس سويّد إمام باب السباع عن المرأة التي جاءها قليل من الرز أيام الحصار، فقالت للمُغيث: هذا كثير، اقسمه نصفين واجعل نصفه للجيران!!!
وعن المرأة التي قتل ولدها وصاحبه يمان في يوم واحد، وقد ولد ليمان مولود يوم قتل، فلم تشغلها مصيبتها بابنها عن إرسال عشرة آلاف ليرة سورية –نقوط- للطفل المولود.
صدق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الراحمون يرحمهم الرحمن))، وصدق الله العظيم في قوله - وقوله كله صدق -: {إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون، وترجون من الله ما لا يرجون وكان الله عليماً حكيماً} [النساء: 104]. صحيح أنكم تألمون يا أهل حمص ولكن:
ألم تسقطوا هيبة النظام وتقتلوا شبيحته وتأسروا مرتزقته من إيران، وتطعموا الدابة (الدابي) الجزر مع الشاي.
ألم تأسروا أكثم سليمان صاحب مقولة: "بدكن حرية، هاي مشان الحرية"، وتقتلوا عباس أبو هادي، "هي هي بو هادي"، وتجننوا بشار، ومن قبله التتار.
لله دَرّكُمُ يا أهل حمص، ودَرُّ أبيكم الأول خالد بن الوليد. ألم تخطفوا منا شعلة الثورة، وإن كانت وما زالت متقدة في بلدنا، ومن قبل ما حظيتم بجثمان خالد، حتى سميت الخالدية باسمه، وأعطاكم سيفه ونحن أحق به لأنه صال به في سهول حوران أيام اليرموك وعلى ظهر خيله جال. ويعلم الله يأهل حمص، أنه قد أصابتني الغبطة والغيرة من صمودكم، وكنت أحسب أنه لن يزاحمنا في هذا الفضل العظيم أحد، بعد أن انطلقت الثورة من مدينتنا، درعا البلد، وخاصة بعد فزعة قرى حوران لها، وما أبده أهل حوران من تضامن وتعاون وتكاتف، وبعد عديد الشهداء الذين سقطوا في صيدا وما بعدها!!
أمّا وأن تدخل حمص على الخط، وتخطف منا الثورة، وتفوقنا بعديد الشهداء إلى أربعة أضعاف، حتى قلتم: "إحنا الحمصية، ودينا بشار عالعصفورية". لكنّ: {ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم} [الحديد: 21].
إذاً: فـ{لا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون} [آل عمران: 139] - إن شاء الله - يا أهل حمصن والله معكم {ولن يتركم أعمالكم} [محمد: 35]، وأهل حوران معكم، وكل المدن السورية معكم.
رحمة الله على أهل حمص أحياءً وأمواتاً، ورفع قدركم، وأحسن إليكم، وأجزل مثوبتكم. سلامٌ على حمص وقتلاها، وعلى شهداء سورية جمعاء، وتقبلهم في عليين في مقعد صدق عند مليك مقتدر. سلام على أهل سورية، وكل محب ومؤيد للثورة السورية، (وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين).

المصدر: أرفلون نت

تعليقات الزوار

..

بنت حمص - السعودية

٤ ٢٠١٢ م

والله استحقيتم اسم احفاد ابن الوليديااهلنا في حمص حماكم الله ورعاكم اصبروا وصابروا الله معكم ياابطال وماالنصر الاصبر ساعة اللهم عجل فرجك يارب 

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع