..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

سمير الأطرش.. شهيد معرة النعمان الذي لن يُنسى

عماد كركص

١٥ ٢٠١٥ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 6904

سمير الأطرش.. شهيد معرة النعمان الذي لن يُنسى
1591913204.jpg

شـــــارك المادة

المتظاهرون الأوائل وثوار البدايات في معرة النعمان كلهم يعرفون سمير الأطرش (أبو شريف).
كيف لا، وهو الذي كان من أوائل من قادوا الحراك من أحفاد أبي العلاء المعري، في شوارع معرة النعمان وساحاتها، وصدحت أصواتهم للحرية والكرامة التي طالب بها الشعب السوري من درعا إلى القامشلي.


كان الرياضيون في المعرة من أوائل المتظاهرين وكان سمير الأطرش معهم، وهو اللاعب السابق في نادي النعمان الرياضي بكل فئاته العمرية لكرة القدم، ومدرباً لفئة الناشئين والأشبال في النادي سابقاً،  وعرفه رفاق الرياضة بطيب أخلاقه وسمعته الحسنة، كذلك كان بين صفوف الثوار والمتظاهرين السلميين، ناشطاً نشيطاً وضع على عاتقه قضية بلاده وكرس نفسه للثورة .
ما إن بدأ النظام بقصف الأحياء الآمنة والمدنيين، حتى كان أبو شريف من أوائل اللذين سارعوا لإنشاء نقطة طبية لإسعاف المصابين والجرحى، مع شدة رفضه الخروج نازحاً من المدينة رغم كل الحملات الشرسة عليها من قبل جيش النظام، وسعى لتطوير هذه النقطة حتى باتت من أهم المشافي الميدانية في معرة النعمان وريفها، وكان المدير الإداري في المشفى، وطوال فترة وجوده في المشفى حاول تطوير أقسامه بدون ملل أو كلل وخاصة في تزويد المشفى بسيارات الإسعاف لتخدم أكبر عدد ممكن من أهالي المنطقة، وكانت سعادته كبيرة في إدخال قسم الجراحة والعمليات للمشفى حتى بات المشفى يجري  أهم العمليات النوعية للمصابين وحتى المرضى أصحاب الأمراض الخطيرة، وكان قسم الكلية من أهم الأقسام التي سعى لإدخالها للمشفى وهذا القسم خدّم الكثير من أبناء المنطقة الذين يحتاجون لعمليات غسيل دورية للكلية،  ورغم أن هذا القسم قصفه النظام أكثر من مرة، ولكن في كل مرة تعرض فيها القسم للقصف كان أبو شريف لا يهدأ حتى يعيد تأهيله من جديد .
في الفترة الأخيرة وبعد أن سلّم الإدارة لأحد الأطباء في المعرة، تفرغ الشهيد سمير لهوايته الأولى، من خلال تفعيل الجانب الرياضي في معرة النعمان بعد تحريرها من قوات النظام القابعة في معسكري الحامدية ووادي الضيف، فجمع رياضيي المدينة وأهل (ملعب نادي النعمان الصناعي) في المعرة الذي قصفه النظام أكثر من مرة ما أدى لتخريب أرضيته، لكن جهوده وجهود من كانوا معه جعلت الملعب يعود لسابق عهده، ليستقبل أول بطولة كرة قدم تجري في إدلب بعد غياب النشاط الرياضي حوالي أربعة أعوام،  وكانت البطولة تحت إشرافه ومتابعته وهي بطولة الشهيد الرياضي (مصطفى التيزري ) الذي يعد من أول الشهداء الرياضيين في معرة النعمان، وهذه البطولة لاقت نجاحاً رائعاً سجل باسم الشهيد سمير قبل رحيله .
خلال إقامة البطولة أو قبلها شكل رياضيو معرة النعمان لجنة رياضية لإعادة تفعيل دور نادي النعمان الرياضي تحت مظلة الهيئة العامة للشباب والرياضة الحرة، وكان الإجماع من الرياضيين في المعرة أن يكون أبو شريف على رأس تلك اللجنة، ومن ثم تم الاقتراح لتكون إدارة رسمية ومعتمدة جديدة لنادي النعمان كأول إدارة نادي في ظل الثورة، وتم إرسال الاقتراح للهيئة العامة للشباب والرياضة .
وبعد انتهاء البطولة بأيام سارع الشهيد لإطلاق بطولة أوسع من حيث عدد الفرق المشاركة، وأعاد تشكيل فرق رجال النادي باللاعبين الموجودين في المعرة ، وصباح (الاثنين) في 13 نيسان وهو في طريقه للملعب للإشراف على تدريبات الفريق وعملية التجهيز للبطولة، كان إجرام طيران النظام على موعد معه ليكون شهيداً كريما زفته الحركة الرياضية والكوادر الطبية في معرة النعمان، بل كل أبناء المعرة الذين أحبهم وأحبوه .
كان قرار الهيئة العامة للشباب والرياضة باعتماد إدارة النادي من قبلها، قد أُرسل إليه برسالة على حسابه الخاص على فيس بوك، لكن إجرام النظام كان أسرع من الرسالة في وصولها إليه، لكن اسمه بقي فيها كأول رئيس نادٍ حر في ظل ثورة الحرية والكرامة، ويكون لرفاقه حق متابعة مسيرته التي بدأها بكل حب وإخلاص .

 

 

 

سراج برس

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع