..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


سوريا المعاصرة

داريا، سريبرينيتشا الشام

أحمد الشامي

٢٠ ٢٠١٢ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 9824

داريا، سريبرينيتشا الشام
1 مجزرة داريا.jpg

شـــــارك المادة

في تموز من العام 1995 قامت قوات الصرب الأرثوذوكس بٳعدام ما بين 6000 ٳلى  8000 من مسلمي البوسنة، تحت سمع وبصر القوات الهولندية العاملة في ٳطار قوات اﻷمم المتحدة.
الجنرال “راتكو ملاديش” الذي فاخر بالمجزرة كان مصدوماً بعد تلقيه نبأ انتحار ابنته “آنا” التي لم تحتمل أخبار المجازر التي قام بها والدها وفضلت الموت، باستعمال مسدس أبيها، على أن تحمل اسم الجنرال الجزار.


من حسن حظ هذه الفتاة أنها لم تعش لترى مدى وحشية والدها والتي بلغت أوجها في سريبرينيتشا، قبل أن ينتهي به اﻷمر ٳلى المحكمة الدولية في “لاهاي” بعد أن اختبأ لسنوات طوال.
لا أدري من سيطالب “بأبوة” مجزرة داريا في آب الماضي من زبانية اﻷسد، وأستبعد كثيراً أن يقوم ابن أو ابنة هذا الجزار بالانتحار خجلاً من أفعال والدهم، “بطل” مجزرة “داريا” التي لا يعرف أحد بالضبط كم هو عدد ضحاياها اﻷبرياء.
البعض يذكر أنهم مئتان وعشرون، وأرقام أخرى أكثر مصداقية تعتبر أن العدد يفوق اﻷلف شهيد.
هناك نقاط مشتركة بين مذبحتي “سريبرينيتشا” و ‘داريا” ٳضافة ٳلى البعد الطائفي الواضح، ففي المجزرتين تمتع القتلة بدعم غير محدود من معسكر الشر الروسي الصيني ذاته، تغير القتلة ولم يتغير داعمو القتل.
في البوسنة جرت المجزرة تحت سمع وبصر الشهود الهولنديين، في داريا، تطوع السيد “روبرت فيسك” بدور “شاهد ما شافش حاجة” ووضع سمعته “كصديق للعرب” على المحك.
تبين لنا في النهاية أنه صديق فقط للقتلة والطغاة.
مع ذلك، هناك اختلاف بين ما جرى في البوسنة وما جرى في ضاحية دمشق الشهيدة.
التاريخ سيذكر “داريا” على أنها كانت حلقة من سلسلة مجازر، في حين كانت “سريبرينيتشا” منطلقاً ﻹنهاء المجازر في البوسنة.
فارق آخر بين المجزرتين هو أن التلفزيون الصربي لم يجر مقابلات مع الضحايا وهم ينزفون، في هذا تفوق جلاوزة اﻷسد على كل سابقيهم وحتى على “هولاكو” ذاته.
يبدو أن “ميشلين عازر” كانت طفلة حينها ولم تكن مواهبها التلفزيونية قد تفتحت بعد، وٳلا لكانت “مذيعة الشيطان” قد عرضت خدماتها على جزاري البوسنة.
قبل “داريا” كان لدى السوريين، وحتى لدى بعض مناصري نظام الشبيحة، انطباع خاطئ أن “العالم لن يتحمل مجزرة كبيرة في سوريا وسيتدخل حين تتفاقم اﻷمور”.
هذه الفكرة ثبت أنها لا تمت ٳلى الواقع بصلة وأن ما كان صحيحاً حين كان سيد البيت اﻷبيض هو “بيل كلينتون” والذي تمتع بما يكفي من اﻷخلاق والحس اﻹنساني، لم يعد كذلك في وجود “الرئيس اﻷسمر” على رأس القوة اﻷعظم.
سيذكر التاريخ، يوماً، أن مجزرة “داريا” كانت نقطة فاصلة، دخل بعدها الضمير اﻹنساني عموماً والأمريكي خصوصاً في غيبوبة.

 

المصدر: شبكة شام

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع