..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

الشهيد معتصم الصالح

٧ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3981

الشهيد معتصم الصالح
معتصم الصالح1.jpg

شـــــارك المادة

عاش في حماة وتعلم فيها حيث نال شهادة المعهد الإلكتروني ودرس العلم الشرعي. صور أغلب أحداث غربي المشتل وجنوب الملعب بجواله وكاميرته. فكان شهمًا مقدامًا.
بدأت أولى أحلام والدته حين حملته بينَ يديها لأول مرة، لم يكن حُلمًا، هاهو المعتصمُ أمامي، قبلتهُ القبلة الأولى تحت ضوء قمر حماة عام 1986.
وودع حضن وطنه في رصاصة في رأسه جعلته يرتقي إلى عليين 2011. آخر بصمة تركها في صفحته: "كُن مع الله ترى الله معك".

 

أحبّ الحياة كأي شاب بعمره، كان يكبر ويكبر حبه للعلم، كالطير تراهُ ينتقل بين مجلس العلم والذكر. كان يرى في ابتسامات أحبابه وضحكهم أمل الحياة، كان هدفه الذي يردده ويرتسم على محيّاه إدخال السرور على قلب كل مسلم، كبر وكبرُ حلمُ حياته في عروسٍ تملأ دنياه، يصحبها ويحبها فيكون في قربها أسعد ما يكون. ثارت درعا واشتعل فتيل الثورة في سورية، تركَ حلمه وأبقى مساحة قلبه كلها للثورة.
عمل معتصم بجدٍّ وصمت وأمل وتفاؤل، تفانَى من أجل الثورة، من أجل الوطن، رنّ صوته في ساحة العاصي، وترك عدسته تصوّر ذلك الحدث.

ما إن علم بدخول الجيش الأسدي لحماة، حتى لملم نفسه إلى حي الفراية، وحشد المظاهرة التي تبناها وجهّزها إعلاميًا، تحمّل كل المصاعب في سبيل الوطن. تابع العمل تحت وطأه الرصاص، فكان جهده منصبًّا بشكل غزير، حتى عرف بـ(مصور الفراية)، ولم يعلم اسمه.
خرج وقد فاضت به الأشواق إلى ساحة العاصي، حمل سلاحه (الكاميرا) وانطلق ينادي أصحابه:
"إلى الجنة.. إلى الجنة".
كان همه الوصول إلى ساحة العاصي، يمضي حاملًا أحلامه كلها، يمضي وكل الشوق يتخلله، وصل شارع المرابط، وقلبه يسبقه نحو ساحة العاصي،وإذ بوابل النار يلاحقهم من كل صوب، يشتدّ صوت الرصاص، ولا يحرّك فيه قدر أنملة من خوف أو ارتباك، فحلمه سيهزم رصاصاتهم، تمطرُ السماء رصاصات غادرة، تبكي الرصاصة التي قدر لها أن تخترقَ قدم شاب ترديه أرضًا، والشهامة لا يمكن إخفاؤها أو إخمادُها، ينطلقُ معتصم صوب الشاب محاولاً سحبه، وتأبى تلك اللحظة إلا أن تجعل من انحناءة معتصم ارتقاءً نحو الجنان، فقد انطلقت رصاصة تختلط دمعاتها بدماء رأس الشهيد، لتبشره بجنة عرضها السماوات والأرض، وأن عرسه الليلة تحت عرش ملك الملوك.
مع ركضات شباب الفراية يصرخون بصرخاتٍ تهزّ الأرض: "الله أكبر الله أكبر،
استشهد مصور الفراية".في 27/12/2011

 

 

قصص شهداء الثورة السورية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع