..

ملفات

الكُتَّــاب

أرسل مشاركة


مرصد الثورة

الشهيد أحمد أبو السعود

٧ ٢٠١٣ م

تصدير المادة

pdf word print

المشاهدات : 3517

الشهيد أحمد أبو السعود
أحمد أبو السعود1.png

شـــــارك المادة

يقرأ آيات الله مرتلاً بصوته الندي الذي ينساب بسكينة ليستقر في القلب ويغوص في غمار النفس فيحركها من سبات طالما أبعدها عن المنهج القويم ...
يؤم المجاهدين في الصلاة بــ (
أَمَّنْ هَٰذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَٰنِ ۚ إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ)
فيغرس في قلوبهم بتلاوته الشجية، من هو بحق ناصرهم ومعينهم

لقد استشهد أخوه خالد في بداية أحداث الثورة، وتأثر أحمد باستشهاد أخيه تأثرا كبيرا، وبات يجمع الشوق ويُعَتِّقُ الحنين ...ويحكي لنا صديقه يوم استشهد أخوه كيف كانت لحظاته تلك:


(يومها شفتو بالتشيع وبكي ع صدري وقلتو والله لنسقطو وننتقم لأخوك)
نعم أحمد تألم على فراق أخـيه الألم الكبير، لكن تلك النفس الرضية التي ملكها بين جنباته لم ترضى إلا بالصبر والرضى بقضاء الله.
كان يدرس الرياضيات في جامعة خالد بن الوليد وتفوق إلى أن وصل للسنة الثالثة، يعشق الرياضيات والحساب لكن عشقه للحرية أكبر وأعظم وبرغم خوف والدته عليه ومنعها له من الخروج من البيت وقولها له بين الحين والآخر والألم يعتصر قلبها:
(راح واحد مابدي اخسرالتاني)
إلا أن شوقه للشهادة قد بلغ عنان السماء، فانضم إلى الجيش الحر إلى كتيبة الأنصار التابعة للواء الحق مقاتلا ومناضلا، مدافعا عن حقه وحق السوريون بوطنٍ كريم تاركا دراسته بلا عودة،،
وكان يغرد بصوته العذب ليحكي آلاف الآلام التي اعتصرت فؤاده، وجعلت منه صوتاً ناطقاً بآلام أمته، فكانت حنجرته تبكي ألما على خذلان العالم لأهله ووطنه، وتخليه عنهم، وكأنهم ليسوا بشراً فبكت الكلمات من بكاء حنجرته ، وهذه أنشودة واسوريا التي انشدها:
ومضت الأيام وهو يدافع عن الوطن، حتى حانت لحظة الوداع سريعة مباغتة للجميع ولكن ليس لأحمد الذي انتظرها طويلا، وهانحن نراه يعلمنا درسا في النخوة والشهامة وذلك في إحدى معارك الجيش الحر مع جيش الإجرام في ريف حمص الشمالي على حاجز سوق الغنم بتاريخ 12/9/2012 سقط أحد جنود الجيش الحر مصابا على أرض المعركة، وفوقه وابل الرصاص يصم الآذان ويزلزل القلوب من قلاعها، أحمد لم يهتم للرصاص ولا لشدة صوته، كل مارآه شاب جريح يستغيث من الألم وخشية الموت غدرا وعيون رفاقه تتابعه، تحاول جذبه، سحبه ولكن عنف الرصاص بات حاجزا أمامهم .
فانتفض أحمد منقذاً مسعفا لتلك الروح المستغيثة، وكيف لاينتفض وهو الذي أنكر على العالم تخاذلهم! انتفض كي ينقذ الجريح من مصير يقترب منه لأنه هو الذي بكى دماً وذاق لوعة الفراق، فكيف يسمح بأن يتألم أهل الجريح كما تألم هو وأهله على فراق أخيه.
لكن رصاصاتهم الحارقة كانت أسرع إليه من خطواته، فاخترقت جسده ممزقة أحشائه، طارحةً إياه أرضاً، هدفها إطفاء نور عينيه فغادرت روحه ذلك الجسد تاركةً إياه ينزف. نعم استشهد أحمد، استشهد منشد المعركة في قلب المعركة
وبالرغم من خوف والدته عليه وفزعها من فقده،
يروي لنا أخوه لحظة إخبار والدته باستشهاد أحمد:
اتصلت بوالدتي منذ قليل لأخبرها لم تكن تعلم بالخبر قالت لي افتقدت أخوك أحمد قلت لها : احمد استشهد
قالت لي: الحمد لله الحمد لله أنا ربيتكن لهالشي هادا اللي الله كاتبو دير بالك عحالك انت ومرتك 
وما بكيت منوب !!
سبحان من صبر قلبها....أقسم بالله وكأني أخبرها بخبر عادي جدا وليس خبر استشهاد ابنها الثاني .
نعم هؤلاء هن مربيات أبطال سوريــا،، عزائهن الوحيـد لقاء فلذات أكبادهن في الجنة بإذن الله 
فلتفخري أم الشهيــد بأبنائك الشجعان،
استشهد أحمد وحلمه كان الحرية أو الشهادة فتحقق له الشق الثاني سعيــاً لتحقيق الشق الأول
رحمك الله يا أحمد، لا تحزن نحن من بعدك ماضون بعون الله لتحيقي حلمك وحلم كل السوريون
صديق الشهيد بلال زردة كتب في رثاءه
"رفقاً بقلوبنا يا شهيد بالأمس قرأنا حروفاً كتبتها, لكنا اليوم عدنا إليها فسمعنا في زواياها نبض أنفاس لحفتها القبور..يا ليتنا علمنا أنها سطور خاتمة النبض لـ لملمناها و أوينا صداها واحتكرنا نبرتها .. هنيئأً لك العيش يا شهيد"


 

قصص شهداء الثورة السورية

تعليقات الزوار

لم يتم العثور على نتائج

أضف تعليقًا

جميع المقالات تعبر عن رأي كاتبيها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع